الاثنين، 23 نوفمبر 2015

Snowpiercer - النظام ما بين الدولة والشعب



 هذا الفيلم مقتبس من الرواية المصورة الفرنسية التي تحمل عنوان Le Transperceneige , وفي عام 2005 إلتقى مخرج الفيلم بكاتب الرواية وتم الإتفاق على إنتاجها على شكل فيلم وتم إخراج هذه التحفة الفنية لنا.




لم يكن المحرك المقدس في القطار الذي أُطلق عليه مسمى محطم الجليد سوى سقفًا لحدود التفكيرالعقلي للناس الذين كانوا على متن ذلك القطار. محطم الجليد كان السِجن الذي سُجن الناس به بعد تجارب عدة على الأرض لمكافحة الإحتباس الحراري مما أدى إلى حدوث عواصف أدت إلى انتشار الجليد وموت الحياة خارج هذا القطار. في سنة كاملة يكمل القطار مروره حول العالم وهو من تصميم شركة ويلفورد.


 تفسيرات عدة لهذا الفلم وهنا أستعرض أحدها بعد مشاهدة الفيلم. القطار هو الدولة والذين يعيشون على متن ذلك القطار هم الشعب بكل طبقاته و النظام الموجود هو نظام دكتاتوري يسيطر ويتحكم في كل موارد الحياة.

مؤخرة القطار هي تلك الجزئية التي تعيش فيها الطبقة المسحوقة التي تكافح من أجل العيش في القطار الذي يعتقدون بأنه ما تبقى لهم من هذا العالم. تتكون في مؤخرة القطار فئة ثائرة يقودها كورتز مؤَّيداً بالأب الروحي للحركة غالام ضد النظام الموجود في القطار والمتمثل في ويلفورد. يكمن هدف هذه الفئة في السيطرة على مقدمة القطار والذي يعتبر سيطرة على كامل النظام والموارد الموجودة فيه و كأنها سيطرة على العالم.

 وسط القطار هي تلك الجزئية التي تعيش فيها تلك الطبقة المكتفية بما لديها, مستمتعةً بالنعيم من الأكل و التعليم والمتعة وكل شيء. باختصار هي تلك الطبقة التي تعيش حياة الترف. في هذه الجزئية تلعب "البروبقندا" دورها من حيث نشر الأكاذيب وإيهام الناس بأنهم يعيشون بأفضل ما يكون بفضل و ببركات "المحرك المقدس" الذي يحرك هذا القطار و لولاه لما كانوا احياء ولو أنهم تجرأوا وخرجوا منه فسوف يكون مصيرهم الموت تجمداً من الجليد.
التعليم الممنهج في هذا القسم يصور الآخر بأبشع صورة, يقول الطالب عندما يرى "سمعت أن الناس في القسم الخلفي كلاب كسولة و أنهم يشربون قاذوراتهم", شيطنة الآخر الغائب كانت المنهجية المتبعة في تعليم هؤلاء الأطفال.


مقدمة القطار هي تلك الجزئية التي يعيش فيها ويلفورد مصمم القطار والذي يشرف على نظامه, هو الكريم والسخي الذي تنظر له الطبقة الوسطى كصاحب الفضل فيما هم فيه من عيش ورفاهية وترف. هو محتكر العنف الذي لا يعصا أمره, هو الذي يحب الأطفال لكن بقياسات معينة ولحاجات لا يعلمها إلا المقربون.





هذا القطار يحمل ذلك النظام الذي لا يقبل من صممه أن يختل."اعرف مكانك. إقبل مكانك. كن حذاءًا " كسمفونيه تخطب ماسونس خطابها للجزء الخلفي بتهديد ووعيد بعد أحادث الإعتراض على أخذ الطفلين من قبل جنود ويلفورد. الحذاء هو التمثيل الرمزي لمؤخرة القطار و القبعة هي التمثيل الرمزي لمقدمة القطار, لا يجب أن يختل النظام هنا, كُلٌّ في مكانه .. القبعة مكانها الرأس و الحذاء مكانه القدم.

من جهة آخرى ترى ماسونس أنه من العيب ما حصل من اعتراضات, إذ أن الاعتراضات لا يجب أن تحدث لأنها اعتراضات على حكمة وحاكمية ويلفورد. إنهُ الخذلان لليد التي تتمد للشعب من أجل العيش في هذا القطار, هم هنا بفضله ولا يكونون ما لم يكن هو. هوالمتحكم في حياتهم ومماتهم لذا فعليهم طاعته وامتثال أوامره.



الثائر كورتز هو ذلك الشخص ذو النزعة العنفية والذي لا يتخلى عن هدفه وهو الوصول إلى مقدمة القطار من أجل السيطرة على زمام الأمور. في أحد المشاهد الأخيرة  يكون حوار بينه وبين نامقونق بعد أن أشعل السيجارة الأخيرة في العالم. يقول كورتز أن "آلاف الأشخاص كانوا في القسم الخلفي. بلا طعام ولا ماء. بعد شهر أكلنا الضعفاء منا. أتعرف ماالذي اكرهه حول نفسي؟ أنني أعلم ما هو طعم البشر .... وأنا أعلم أن طعم الأطفال هو الأفضل." هذه الحالة التي سادة في لقسم الخلفي وأوصلت البشر إلى أحقر الدرجات حيث أكل بعضهم البعض الآخر.




قبل النهاية يصل كورتز إلى ويلفورد  ليتلقى الصدمة, إنها المؤامرة لا غير. لم تكن أحداث الشغب إلا شيئاً من حنكة ويلفورد الذي يريد أن يعدل نظام القطار بالتخلص من الأعداد الزائدة في القسم الخلفي لتحقيق التوازن المطلوب إذ أن "هذا القطار هو نظام بيئي كامل يجب أن يحترم التوازن فيه. الهواء والماء والغذاء والناس . يجب أن يُنظم كل شيء. لهذا ، كان في بعض الأحيان من الضروري استخدام حلول أكثر تطرف". 

الصدمة كانت بعد عرض ويلفورد الزعامة على كورتزيرى ويلفورد أن الناس لا يمكن أن يعيشون في ضل غياب للقادة, إذ أن البشر في طبيعتهم أشرار يلتهم بعضهم البعض الآخر كما يقول ويلفورد "لقد رأيت ما يفعله الناس من دون قيادة. انهم يلتهمون بعضها البعض", إذاً لابد من قيادة وكان إختيار كورتز بترشيح من غالام.

هناك في البعيد كان بصيص أمل ما في خارج سطوة هذا القطار. هل لازالت الحياة مستحيلة هناك أم لا؟

 تسائل أنت أيضاً...

هل هذا الأفق الذي تعيشه هو نهاية العالم؟
ماذا لو خرجنا من محيطنا بحثا عنا؟
ماذا لو فكرنا خارج هذا الكون؟
فكر هل أنت أنت؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق