الاثنين، 4 أغسطس 2014

وحدها شجرة الرمان - سنان أنطوان


رواية تفوح منها رائحة الموت.

إنهُ الموت الذي هيمن على العراق بعد دخول الأمريكان وتأييد العراقيين لهم ،متعلقين بأمل الخلاص، الخلاص من البعث والبحث عن حياة أفضل.

هناك .. كُتب على أحد الجدران.
"ألف رحمه على أبيگ يا بطل يا بوش .. خليت الرفاق تنام ويه الهوش".
وما المقصود هنا إلا البعث. أكره هذا الحزب فهو مخالف لما يحمل من رسائل، كيف لأدبيات حزب لا تؤمن بالميتافيزيقيا _ شيء ما وراء الطبيعة _ وهي تحمل في طيات رسالتها مفردة (الخلود)!

لكن هل ما فعله الأمريكان جعل العراق مستقر؟

 ازددت إعجاباً بسنان فيها. إذ أن له قدرة عجيبة في مزج الأشياء، حيث التداخل بين الموت والحياة والفن والحب.

الموت المتجسد في الأجساد المسجاه على دگة المغيسل، لا اسماء لهذه الجثث، أصبح يحصي الجثث، أسماء أو وصف إلى حالة الجثه، جثه متفحمه و اخرى بدون رأس ولكن العجيب أن يأتيه رأس بدون جسد!.

الحياة المتجسده في جماليات المكان الذي لايُنسى، شارع المتنبي، مكتبة الجامعة، المغيسل، ومرقد الكاظم.

والفن الذي ربط سنان به بطل الرواية جواد، وما أرى ذِكر الفنان جياكوميتي ذو الميول اليسارية وحُب العزلة إلا توضيح لتأثير هذا الفنان على بطل الرواية.

الحب، آه من الحب، ريم تلك التي هام بها، تمرض وتهرب، يستيقظ إثر الكوابيس التي تزورها وهي مسجاة على دگة و تناديه "غسلني حتى نصير سوية".

تناول سنان عدة محاور في طيات الرواية أهمها :

-الهوية:
في موضوع الهوية نرى تجسيد قول أمين معلوف في الرواية ،أن المرء غالباً ما يميل إلى التماهي مع أكثر الإنتماءات تعرضاً للتجريح، إذ ما أن يحس طيف من المجتمع بتهديد فإنه يلجأ لرفع مقدساته بغرض حمايته ،يسعى بذلك إلى أسطرتها لتكون ذلك القوس الهلامي الذي يحميه - منهم- والقصد هنا المخالف له أو الآخر المختلف عنه.

- الإحباط والبحث عن الجنة:
ايضاً يتسأل عن عقلية هذا المحبط الذي يحمل "شرف" قتل الأبرياء، ولربما فكرة إيريك هوفر عن الحركات الجماهيرية تساعدنا في فهم هذا المشهد، إذ أن هذه الحركات -برأي هوفر- تبدأ بالعقل المحبط الذي اُحبط ما حوله، و ابتدأ بكره عالمه إذ أنه يرى أن كل المشاكل مصدرها فساد عالمه، وبتالي فهو يبحث عن كيان نقي وجديد يصهر ذاته فيه وبذلك يُضحي بكل شيء في سبيل هذا الكيان النقي، حتى ولو كان الثمن حياته، ساعياً إلى المهرب ولربما إلى الجنة. ولكن هل له ذلك؟


الجمعة، 4 أبريل 2014

هل عالجت المخاطر التي من حولك؟

حياتنا مليئة بالمفاجائات ومنها الأخطار التي من الممكن أن نواجهها. لا أحد يعلم متى يحدث الخطر ولا أحد يستطيع أن يؤكد لك أن هذا الخطر سيقع لك في هذا الوقت، إذ أن الخطر مبني على الإحتمالات ولكن لماذا نتحدث عن الخطر؟
نحن نتحدث عن الخطر بسبب ما نراه من كوارث وحوادث يومية والتي بدورها تجعلنا نهتم بدراسة الخطر وكيفية إدارته، وهنا عزيزي القارىء سوف أتناول قطرات من بحر إدارة المخاطر. أتمنى أن تكون بداية لتخطيطك في إدارة مخاطرك التي من المحتمل أن تواجهك في حياتك الشخصية والعائلية والعملية أيضاً.

نحن جميعاً معرضون لمواجهة الخطر. لا يوجد تعريف واحد للخطر ولكن نستطيع أن نطلق على الخطر بأنه إحتمال وقوع خسارة غير متوقعة وجميعنا - تحت مبدأ الإحتمالات - معرضون لخسائر بسبب هذه المخاطر، ولهذا تم إيجاد إستراتيجيات ومسارات لإدارة المخاطر وهي كالتالي:
1. قبول وتحمل الخطر - Assumption of Risk بمعنى أن الشخص مُستعد أن يتحمل خسائر ونتائج الخطر الذي من الممكن أن يحدث له دون إتخاد أي إجراءات مُسبقة.
2. إزالة أو تجنب الخطر Elimination of Risk or Avoid the Risk - وهو عن طريق تجب مسببات هذا الخطر، بمعنى أنك تعلم أن هذا الطريق يوجد به زحام كثير أو حوادث كثيرة أو أن حالة الطريق رديئة فبالتالي تتجنب المرور فيه وقاية من احتمالية تعرضك لحادث، وهذا ما ذكر في بحث أشرفت عليه جامعة الملك سعود بعنوان ”حوادث السيارات في مدينة الرياض“ أن من الأسباب المباشرة للحوادث المرورية ”عدم وجود خلفية كافية عن الطريق“.
3. الحد أو التقليل من الخطر Reduction of Risk - يكون الحد والتقليل من الخطر بإتباع إجراءات الحد من المخاطر Loss prevention Method التي تقوم بدورها بالتقليل من نتائج وخسائر الخطر المحتمل وقوعه على سبيل المثال «وسائل اطفاء الحريق»، وبهذا الصدد نشرت جريدة الرياض تقرير عن ”منازل بلا وسائل حماية من الحريق في المملكة“ وذكرت في التقرير أن 90% من الحوادث المنزلية تقع وتتضاعف الخسائر الناتجة عنها بسبب عدم وجود أساليب وأدوات الوقاية من الحريق.
4. تحويل أو نقل الخطر Transfer the Risk - يوجد نماذج كثيره لتحويل الخطر وأشهرها ما يعرف بالتأمين، وقد يعرف البعض التأمين بانه دفع خسارة قليلة مؤكدة - قسط التأمين - لتفادي احتمال حدوث خسائر كبيرة غير متوقعه، إذ أن المُؤمن له ينقل الخطر إلى شركة التأمين بموجب عقد ينص على أنه في حال وقوع الحادثة يتم تعويضه من قبل شركة التأمين ذلك في مقابل قِسط يدفعه إلى شركة التأمين.
ما ذكرناه آنفاً يعتبر مقدمة لاستراتيجيات ومسارات إداراة المخاطر التي يتم العمل بها، ولكن للأسف غالباً ما يتم التعامل بهذه الاستراتيجيات في المؤسسات او الشركات - هي ملزمة بذلك - وإلى الآن لم ينعكس هذا الأمر على الأفراد بشكل فعلي، إذ أن الفرد لدينا يطلب بوليصة تأمين من اجل أن يكمل معاملاته الحكومية فقط وليس للحماية من الخطر، ولكن ماذا عن الحوادث التي من الممكن أن تصيبك أو تصيب منزلك ’ وهذا ما يجب أن نلتفت له جيداً، إذ أن الأخطار محتمل أن تقع في أي وقت وفي أي مكان ويجب أن نكون مستعدين لها.