السبت، 31 ديسمبر 2016

ليلة رأس السنة

قبل نهاية العام.
موسيقى خفيفة.
تلفاز مكتوم الصوت.
أحد القنوات الإخبارية تنقل أخبار العراق بصوتٍ مكتوم.

كتب على الشريط الأحمر "العشائر العربية تنجح في إنقاذ حياة إيزيديات من داعش".

....

الجميع مشغول هنا.

المكان فسيح و الطعام جيد، الطاولات مرتبة بتنسيق لتكون قابلة لخدمة العدد الأكبر من رواد المكان مع مراعات "الخصوصيه".

طلبة يذاكرون، زوجان يقضيان اخر ليلة من العام و آخرـين فرحين بطفلهم الذي بدأ يضحك و مجموعة من الإبتسامات بين العامل الفلبيني و مجموعة من الفتيات.

أقرأ رواية فهرس و اتسائل هل أن الوحيد الذي شدني خبر تحرير الإيزيديات أم لأنني أقرأ في أدب العراق.

...

"إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون"

فهرس

...

أقرأ طلب تيم من نمير الذي يسأله عن كيفية قول المفردات التالية:
("اركع! قف! ارفع يديك! ارجع إلى الوراء!")

يستغرب نمير من طلب تيم، إذ ما حاجة المدنيين لمعرفة مثل هذه الفردات.

يجيب تيم على سندي بعد ان سألته عند حجته لهذه المفردات:

"بعد التخرج هذا الرييع سالتحق بالجيش و أذهب إلى العراق أو أفغانستان. وستكون هذه العبارات ضرورية".

يغضب نمير وكفى ..

...

 كنت في  Conferencia Cafe & Business Center.

الخميس، 22 ديسمبر 2016

"الإنحدار" بين العالمين "الواقعي" و "الافتراضي"


قد يكون مسلسل مرآة سوداء (Black Mirror) أحد اهم المسلسلات في وقتنا الحاضر وذلك بسبب تمايزه عن غيره من حيث الموضوع إذ أن كل حلقة قائمة بذاتها ولكنها منسجمة مع موضوع المسلسل الذي يمزج بين قلقنا تجاه التكنولوجيا الحديثة  وتأثيرها على علاقاتنا الإنسانية.



- الإنحدار (Nosedive) 

الأغلب بيننا يملك حسابات في "وسائل التواصل الإجتماعي" ولكنها -كما يقال- إفتراضية أي ليست واقعية، لكن لنتخيل لو انعكست على حياتنا الواقعية فما هي النتيجة؟

في "العالم الإفتراضي" أنت تملك حريتك في قول ما تشاء ولكن على أرض الواقع الأمر مختلف، عدة سيناريوهات في هذا الصدد ولكن يمكننا القول أن انحدار قيمة الحرية لدى الفرد هي ما يمكن أن يحدث. أن نكون مرتبطين بتقييم المجتمع لنا والذي دائما ما يجبرنا على المثول إلى السائد وعدم مخالفته و إن مخالفتنا إلى السائد تكلفنا ثمنًا باهظًا هو تقويض للحرية التي هي ملك لكل فرد ولا يجوز انتزاعها.



في حلقة الإنحدار لكل فرد تقييمه الخاص وهو ناتج عن التصنيف (Rating) الذي يصنفه الآخرين له والذي يملك النسبة الأعلى يعتبر من نخبة المجتمع وهو ما يذكرنا بمشاهير "السوشل ميديا" في وقتنا الحاضر حيث أن عدد المتابعين يعبر في بعض الأحيان عن تصنيف الفرد.


- الطبقات و السائد
في ظل وجود هذه النخبة تفرعت طبقات تسعى للوصول إلى هذه النخبة من أجل الحصول على امتيازاتها لكن من غير هدف. تكلفة هذا السعي هو التخلي عن الحرية و الإنصياع الى كل ما يفرضه عليهم المجتمع من تملق و انصيع لكي لا يختل التصنيف. 

هناك في البعيد كان اولئك الذين إنكووا بسبب هذا السعي واصبحوا من مهمشين هذا المجتمع بحيث لا يمكنهم الحصول على المميزات بعض النظر عن طريق عيشهم و قيمة عملهم كل ذلك بسبب التصنيف، هناك تتلاشى العلاقات الإنسانية ويتم التركيز عل الحصول على الارقام فقط.

في أحد المشاهد تضطر ليسي -بطلة هذه الحلقة- للبحث عن أحد ليقلها إلى وجهتها ولكن كل من رآها وجد أن تصنيفها منخفض وبالتالي لم يجازف أحد في الوقوف لمساعدتها بالرغم من أن إنخفاض تصنيفها كان لأسباب ومواقف شبه عادية.

تتفاجىء ليسي بإمرأة تقود شاحنة وترى تصنيف المرأة منخفض جداً أي ١ من ٥، تقرر ليسي الركوب ويدور الحوار بينهما عن التصنيفات التي جردتهم من إنسانيتهم.

تشارك سائقة الشاحنة قصتها التي توضح تلاشي اي اعتبار غير التصنيف.  زوجها كان مريض بالسرطان ولم يعطى العلاج بسبب ان تصنيفه٤.٦ و العلاج يعطى إلى الناس الذين يمتلكون تصنيف ٤.٨. مات زوجها ولم يتلقى العلاج واذا بها تكفر بهذه التصنيفات التي بسببها لم يتلقى زوجها العلاج.

ما قرأته في هذه العجاله ما هو إلا الجانب المظلم من الفكرة و أترك لك/ي التفكير في الجانب المشرق من الفكرة.

الأربعاء، 16 مارس 2016

في الكراهيات المصطنعة ..





يتناول ناذر كاظم في كتابه كراهيات منفلتة موضوع الكراهية باعتبارها أمرً أخلاقي مرتبط بشعور الإنسان ولكن هذا الموضوع تم استغلاله و تحريفه لمآرب أخرى. الجميع منا لديه مشاعر، سواء محبه أو كره ولست اتطرق هنا إلى أسباب المحبة أو الكره و إنما تأثير و تطور.

يبتدئ نادر كاظم بشرح الأزمة التي يواجهها البشر ولا زالوا ييحثون عن حل لها وهي أزمة النوازع العدوانية. استمر البشر في محاولات لإيجاد حلول لهذه النزعات ولكن لازلنا نكتوي بآثارها. الشيوعييون والرأسماليون حاولوا ولكن دون جدوى.

هنالك عدة تفاسير لتطور الكراهيات والنوازع العدوانية بين البشر و أحداها أن هذه الكراهيات تتطورت في العزلة والقصد هنا العزلة الجغرافية. إذ أن هذه العزلة الجغرافية والتقوقع والانكفاء الذي حصل للجماعة وهو أحد الأسباب التي طورت الخطاب و جعلت تداوله أمر مقبولاً.

لنضرب مثالاً :
سابقا كان يتم تداول الخطب و الأحاديث مابين الجماعة المغلقة ضد الآخرين المخالفين/المختلفين الغائبين عن المشهد و "الثابت أن البشر لا يتورعون عن كراهيتهم بفظاظة جارحة في ظل غياب الآخرين المستهدفين بالكراهية". وبالتالي يوجه الخطاب لأفراد الجماعة وبه كم هائل من الكراهية و البغضاء و وهم أفراد الجماعة بأن الآخرين يمثلون الخطر الرئيسي و بالتالي فيجب الحذر منهم، نعم (هم الأعداء) ولا غيرهم ،فلابد من اللعن و التجريح ... إلخ.


عولمة الكراهية ..

لا أستطيع الجزم أن في السابق كان كل ذلك الخطاب يتم في السر وليس في العلن، لكن بات جلياً اليوم مع عولمة الاتصالات تم عولمة الكراهية. "إذا بالكراهية تترك البشر، حواملها التقليدية و البطيئة، وراء ظهورها وتنفصل عنهم وتستقل بذاتها". نعم في السابق لا يتم تناقل الأخبار أو الخطابات إلا عن طريق الحوامل البشرية التي كانت تتنقل وتصل مجهدة من مكان إلى آخر وبالتالي فإن خطب الكراهية تصل منهكة أيضاً وبالاتالي فإن الخطاب

بعد الانفتاح الهائل الذي نعيشه اليوم وتفجر الإنتماءات الطائفية اصبحنا نرى في وسائل التواصل الاجتماعي الكم الهائل من خطاب الكراهية الذي يزداد يوماً بعد يوم من احتلال العراق إلى يومنا هذا ولكن السؤال من ذا الذي يوجه هذا الخطاب؟

لست من مؤيدي نظرية المؤامرة لكن نرى أن النظم السياسية المستبدة في العالم هي المستفيد الأول من هذا الخطاب، إذ أنه ينتج الكراهيات المصطنعة ضد "البرابرة" أو الآخر بحيث لا تتحد الشعوب و تفتح عينيها على فساد و استبداد الأنظمة.

الاثنين، 23 نوفمبر 2015

Snowpiercer - النظام ما بين الدولة والشعب



 هذا الفيلم مقتبس من الرواية المصورة الفرنسية التي تحمل عنوان Le Transperceneige , وفي عام 2005 إلتقى مخرج الفيلم بكاتب الرواية وتم الإتفاق على إنتاجها على شكل فيلم وتم إخراج هذه التحفة الفنية لنا.




لم يكن المحرك المقدس في القطار الذي أُطلق عليه مسمى محطم الجليد سوى سقفًا لحدود التفكيرالعقلي للناس الذين كانوا على متن ذلك القطار. محطم الجليد كان السِجن الذي سُجن الناس به بعد تجارب عدة على الأرض لمكافحة الإحتباس الحراري مما أدى إلى حدوث عواصف أدت إلى انتشار الجليد وموت الحياة خارج هذا القطار. في سنة كاملة يكمل القطار مروره حول العالم وهو من تصميم شركة ويلفورد.


 تفسيرات عدة لهذا الفلم وهنا أستعرض أحدها بعد مشاهدة الفيلم. القطار هو الدولة والذين يعيشون على متن ذلك القطار هم الشعب بكل طبقاته و النظام الموجود هو نظام دكتاتوري يسيطر ويتحكم في كل موارد الحياة.

مؤخرة القطار هي تلك الجزئية التي تعيش فيها الطبقة المسحوقة التي تكافح من أجل العيش في القطار الذي يعتقدون بأنه ما تبقى لهم من هذا العالم. تتكون في مؤخرة القطار فئة ثائرة يقودها كورتز مؤَّيداً بالأب الروحي للحركة غالام ضد النظام الموجود في القطار والمتمثل في ويلفورد. يكمن هدف هذه الفئة في السيطرة على مقدمة القطار والذي يعتبر سيطرة على كامل النظام والموارد الموجودة فيه و كأنها سيطرة على العالم.

 وسط القطار هي تلك الجزئية التي تعيش فيها تلك الطبقة المكتفية بما لديها, مستمتعةً بالنعيم من الأكل و التعليم والمتعة وكل شيء. باختصار هي تلك الطبقة التي تعيش حياة الترف. في هذه الجزئية تلعب "البروبقندا" دورها من حيث نشر الأكاذيب وإيهام الناس بأنهم يعيشون بأفضل ما يكون بفضل و ببركات "المحرك المقدس" الذي يحرك هذا القطار و لولاه لما كانوا احياء ولو أنهم تجرأوا وخرجوا منه فسوف يكون مصيرهم الموت تجمداً من الجليد.
التعليم الممنهج في هذا القسم يصور الآخر بأبشع صورة, يقول الطالب عندما يرى "سمعت أن الناس في القسم الخلفي كلاب كسولة و أنهم يشربون قاذوراتهم", شيطنة الآخر الغائب كانت المنهجية المتبعة في تعليم هؤلاء الأطفال.


مقدمة القطار هي تلك الجزئية التي يعيش فيها ويلفورد مصمم القطار والذي يشرف على نظامه, هو الكريم والسخي الذي تنظر له الطبقة الوسطى كصاحب الفضل فيما هم فيه من عيش ورفاهية وترف. هو محتكر العنف الذي لا يعصا أمره, هو الذي يحب الأطفال لكن بقياسات معينة ولحاجات لا يعلمها إلا المقربون.





هذا القطار يحمل ذلك النظام الذي لا يقبل من صممه أن يختل."اعرف مكانك. إقبل مكانك. كن حذاءًا " كسمفونيه تخطب ماسونس خطابها للجزء الخلفي بتهديد ووعيد بعد أحادث الإعتراض على أخذ الطفلين من قبل جنود ويلفورد. الحذاء هو التمثيل الرمزي لمؤخرة القطار و القبعة هي التمثيل الرمزي لمقدمة القطار, لا يجب أن يختل النظام هنا, كُلٌّ في مكانه .. القبعة مكانها الرأس و الحذاء مكانه القدم.

من جهة آخرى ترى ماسونس أنه من العيب ما حصل من اعتراضات, إذ أن الاعتراضات لا يجب أن تحدث لأنها اعتراضات على حكمة وحاكمية ويلفورد. إنهُ الخذلان لليد التي تتمد للشعب من أجل العيش في هذا القطار, هم هنا بفضله ولا يكونون ما لم يكن هو. هوالمتحكم في حياتهم ومماتهم لذا فعليهم طاعته وامتثال أوامره.



الثائر كورتز هو ذلك الشخص ذو النزعة العنفية والذي لا يتخلى عن هدفه وهو الوصول إلى مقدمة القطار من أجل السيطرة على زمام الأمور. في أحد المشاهد الأخيرة  يكون حوار بينه وبين نامقونق بعد أن أشعل السيجارة الأخيرة في العالم. يقول كورتز أن "آلاف الأشخاص كانوا في القسم الخلفي. بلا طعام ولا ماء. بعد شهر أكلنا الضعفاء منا. أتعرف ماالذي اكرهه حول نفسي؟ أنني أعلم ما هو طعم البشر .... وأنا أعلم أن طعم الأطفال هو الأفضل." هذه الحالة التي سادة في لقسم الخلفي وأوصلت البشر إلى أحقر الدرجات حيث أكل بعضهم البعض الآخر.




قبل النهاية يصل كورتز إلى ويلفورد  ليتلقى الصدمة, إنها المؤامرة لا غير. لم تكن أحداث الشغب إلا شيئاً من حنكة ويلفورد الذي يريد أن يعدل نظام القطار بالتخلص من الأعداد الزائدة في القسم الخلفي لتحقيق التوازن المطلوب إذ أن "هذا القطار هو نظام بيئي كامل يجب أن يحترم التوازن فيه. الهواء والماء والغذاء والناس . يجب أن يُنظم كل شيء. لهذا ، كان في بعض الأحيان من الضروري استخدام حلول أكثر تطرف". 

الصدمة كانت بعد عرض ويلفورد الزعامة على كورتزيرى ويلفورد أن الناس لا يمكن أن يعيشون في ضل غياب للقادة, إذ أن البشر في طبيعتهم أشرار يلتهم بعضهم البعض الآخر كما يقول ويلفورد "لقد رأيت ما يفعله الناس من دون قيادة. انهم يلتهمون بعضها البعض", إذاً لابد من قيادة وكان إختيار كورتز بترشيح من غالام.

هناك في البعيد كان بصيص أمل ما في خارج سطوة هذا القطار. هل لازالت الحياة مستحيلة هناك أم لا؟

 تسائل أنت أيضاً...

هل هذا الأفق الذي تعيشه هو نهاية العالم؟
ماذا لو خرجنا من محيطنا بحثا عنا؟
ماذا لو فكرنا خارج هذا الكون؟
فكر هل أنت أنت؟



السبت، 23 مايو 2015

بين الهوية والقانون .. مطالبات بالتجريم ضد الكراهية

بين الهوية والقانون .. مطالبات بالتجريم ضد الكراهية














أصيب من أصيب واستشهد من استشهد في الحادثة الثانية التي تستهدف الشيعة فيها في هذه السنة، أستشهد فيها خيار هذا البلد من أطفال وشباب وأباء. رحمهم الله جميعاً

قبل أن تُكمل هنا ملاحظة: لا أحاول تقديم حل أو تفسير نهائي فهنالك أوجه متعددة للحدث وهنالك تفسيرات كثيرة، بعضها واقعي وبعضها غير واقعي.

السعوديون والهويات الفرعية.

أنا من الطائفة الفلانية وأنت من القبيلة الفلانية. يقول د. فؤاد ابراهيم أن في السعودية الثقافات الفرعية والروابط التقليدية هي محفزات على الانتماء إلى الهويات الخاصة[1]، وبحسب د. توفيق السيف أن أبرز الإشكالات التي تواجه الهوية الجامعة هو القلق على مصير الهويات الاخرى[2].

إذاً موضوع الهوية الجامعة في السعودية لم يتم بلورته بالشكل المطلوب الذي من مهامه معالجة موضوع التمييز بحيث تكون الهوية الجامعة حاضنه لجميع الهويات الفرعية وتصبح هذه الهويات أمرًا وهمًا ثانوي. التمسك بالتقاليد والهويات الفرعية خوفاً على مكانتها الطبيعية هو الذي يشعر الناس بالقلق حيال ما سيصلون إليه بعد التضحية، وبالتالي فسوف يتم التمسك بها خوفاً عليها.المواطنة كحل لهذه المعضلة. يذكر د. توفيق السيف في هذا السياق أن "تبني المجتمع السياسي لمبدأ لمواطنة ... هو الخطوة الأولى لتشكيل الهوية الوطنية"[3]. إذاً الخطوة الأولى هي التحول من شاعرية الوطن إلى تبني المبدأ القانوني الذي يوضح فيه أن الجميع شركاء في الوطن ولهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات وأنهم سواسية لا قبيلة فوق قبيلة ولا طائفة فوق طائفة، فبالتي فإنه لا خوف على أي هوية من الهويات الفرعية سواء كانت دينية أو عرقية أو قبلية، كل الهويات محفوظة بالحاضنة الأساسية.

الشيعة وقانون تجريم الطائفية.

مطالبات عدة قام برفعها السعوديون بوجود قانون بتجريم الكراهية. الشيعة طالبوا الدولة بهذا القانون أكثر من غيرهم-أنظر نص وثيقة شركاء في الوطن-، إذ أن هذا الأمر يعتبر من الأزمات التي يعيشها أي شيعي في السعودية، وذلك في ظل التمييز الذي يتعرض له الشيعة، نرى كل يوم خطابات تحريضية ضد الشيعة وتتهمهم بالعمالة وعدم الوطنية والخروج عن الإسلام.

سلطة القانون هي الحل. إن ايمان الناس بالمطالبة بقانون يجرم الكراهية والتحريض نابع عن عدم ثقة وفقدان أمل الناس بالمبادرات التي حصلت تحت عنوان الانفتاح على الآخر، إذ أن هذه المبادرات كانت على مستوى الطبقة الدينية ولم تكن على مستوى الشباب الذي يمثل الأغلبية في السعودية، أيضاً نرى أن التشنجات في العالم الإسلامي في ازدياد خصوصاً بعد الأزمة في العراق وسوريا. الناس اليوم ترى في أن حل مشكلة الطائفية يكون بالعمل السياسي وليس بالدين.





[1] فؤاد إبراهيم – الشيعة في السعودية ص49
[2] توفيق السيف -أن تكون شيعياً في السعودية ص150
[3] توفيق السيف – أن تكون شيعياً في السعودية ص154

الاثنين، 4 أغسطس 2014

وحدها شجرة الرمان - سنان أنطوان


رواية تفوح منها رائحة الموت.

إنهُ الموت الذي هيمن على العراق بعد دخول الأمريكان وتأييد العراقيين لهم ،متعلقين بأمل الخلاص، الخلاص من البعث والبحث عن حياة أفضل.

هناك .. كُتب على أحد الجدران.
"ألف رحمه على أبيگ يا بطل يا بوش .. خليت الرفاق تنام ويه الهوش".
وما المقصود هنا إلا البعث. أكره هذا الحزب فهو مخالف لما يحمل من رسائل، كيف لأدبيات حزب لا تؤمن بالميتافيزيقيا _ شيء ما وراء الطبيعة _ وهي تحمل في طيات رسالتها مفردة (الخلود)!

لكن هل ما فعله الأمريكان جعل العراق مستقر؟

 ازددت إعجاباً بسنان فيها. إذ أن له قدرة عجيبة في مزج الأشياء، حيث التداخل بين الموت والحياة والفن والحب.

الموت المتجسد في الأجساد المسجاه على دگة المغيسل، لا اسماء لهذه الجثث، أصبح يحصي الجثث، أسماء أو وصف إلى حالة الجثه، جثه متفحمه و اخرى بدون رأس ولكن العجيب أن يأتيه رأس بدون جسد!.

الحياة المتجسده في جماليات المكان الذي لايُنسى، شارع المتنبي، مكتبة الجامعة، المغيسل، ومرقد الكاظم.

والفن الذي ربط سنان به بطل الرواية جواد، وما أرى ذِكر الفنان جياكوميتي ذو الميول اليسارية وحُب العزلة إلا توضيح لتأثير هذا الفنان على بطل الرواية.

الحب، آه من الحب، ريم تلك التي هام بها، تمرض وتهرب، يستيقظ إثر الكوابيس التي تزورها وهي مسجاة على دگة و تناديه "غسلني حتى نصير سوية".

تناول سنان عدة محاور في طيات الرواية أهمها :

-الهوية:
في موضوع الهوية نرى تجسيد قول أمين معلوف في الرواية ،أن المرء غالباً ما يميل إلى التماهي مع أكثر الإنتماءات تعرضاً للتجريح، إذ ما أن يحس طيف من المجتمع بتهديد فإنه يلجأ لرفع مقدساته بغرض حمايته ،يسعى بذلك إلى أسطرتها لتكون ذلك القوس الهلامي الذي يحميه - منهم- والقصد هنا المخالف له أو الآخر المختلف عنه.

- الإحباط والبحث عن الجنة:
ايضاً يتسأل عن عقلية هذا المحبط الذي يحمل "شرف" قتل الأبرياء، ولربما فكرة إيريك هوفر عن الحركات الجماهيرية تساعدنا في فهم هذا المشهد، إذ أن هذه الحركات -برأي هوفر- تبدأ بالعقل المحبط الذي اُحبط ما حوله، و ابتدأ بكره عالمه إذ أنه يرى أن كل المشاكل مصدرها فساد عالمه، وبتالي فهو يبحث عن كيان نقي وجديد يصهر ذاته فيه وبذلك يُضحي بكل شيء في سبيل هذا الكيان النقي، حتى ولو كان الثمن حياته، ساعياً إلى المهرب ولربما إلى الجنة. ولكن هل له ذلك؟


الجمعة، 4 أبريل 2014

هل عالجت المخاطر التي من حولك؟

حياتنا مليئة بالمفاجائات ومنها الأخطار التي من الممكن أن نواجهها. لا أحد يعلم متى يحدث الخطر ولا أحد يستطيع أن يؤكد لك أن هذا الخطر سيقع لك في هذا الوقت، إذ أن الخطر مبني على الإحتمالات ولكن لماذا نتحدث عن الخطر؟
نحن نتحدث عن الخطر بسبب ما نراه من كوارث وحوادث يومية والتي بدورها تجعلنا نهتم بدراسة الخطر وكيفية إدارته، وهنا عزيزي القارىء سوف أتناول قطرات من بحر إدارة المخاطر. أتمنى أن تكون بداية لتخطيطك في إدارة مخاطرك التي من المحتمل أن تواجهك في حياتك الشخصية والعائلية والعملية أيضاً.

نحن جميعاً معرضون لمواجهة الخطر. لا يوجد تعريف واحد للخطر ولكن نستطيع أن نطلق على الخطر بأنه إحتمال وقوع خسارة غير متوقعة وجميعنا - تحت مبدأ الإحتمالات - معرضون لخسائر بسبب هذه المخاطر، ولهذا تم إيجاد إستراتيجيات ومسارات لإدارة المخاطر وهي كالتالي:
1. قبول وتحمل الخطر - Assumption of Risk بمعنى أن الشخص مُستعد أن يتحمل خسائر ونتائج الخطر الذي من الممكن أن يحدث له دون إتخاد أي إجراءات مُسبقة.
2. إزالة أو تجنب الخطر Elimination of Risk or Avoid the Risk - وهو عن طريق تجب مسببات هذا الخطر، بمعنى أنك تعلم أن هذا الطريق يوجد به زحام كثير أو حوادث كثيرة أو أن حالة الطريق رديئة فبالتالي تتجنب المرور فيه وقاية من احتمالية تعرضك لحادث، وهذا ما ذكر في بحث أشرفت عليه جامعة الملك سعود بعنوان ”حوادث السيارات في مدينة الرياض“ أن من الأسباب المباشرة للحوادث المرورية ”عدم وجود خلفية كافية عن الطريق“.
3. الحد أو التقليل من الخطر Reduction of Risk - يكون الحد والتقليل من الخطر بإتباع إجراءات الحد من المخاطر Loss prevention Method التي تقوم بدورها بالتقليل من نتائج وخسائر الخطر المحتمل وقوعه على سبيل المثال «وسائل اطفاء الحريق»، وبهذا الصدد نشرت جريدة الرياض تقرير عن ”منازل بلا وسائل حماية من الحريق في المملكة“ وذكرت في التقرير أن 90% من الحوادث المنزلية تقع وتتضاعف الخسائر الناتجة عنها بسبب عدم وجود أساليب وأدوات الوقاية من الحريق.
4. تحويل أو نقل الخطر Transfer the Risk - يوجد نماذج كثيره لتحويل الخطر وأشهرها ما يعرف بالتأمين، وقد يعرف البعض التأمين بانه دفع خسارة قليلة مؤكدة - قسط التأمين - لتفادي احتمال حدوث خسائر كبيرة غير متوقعه، إذ أن المُؤمن له ينقل الخطر إلى شركة التأمين بموجب عقد ينص على أنه في حال وقوع الحادثة يتم تعويضه من قبل شركة التأمين ذلك في مقابل قِسط يدفعه إلى شركة التأمين.
ما ذكرناه آنفاً يعتبر مقدمة لاستراتيجيات ومسارات إداراة المخاطر التي يتم العمل بها، ولكن للأسف غالباً ما يتم التعامل بهذه الاستراتيجيات في المؤسسات او الشركات - هي ملزمة بذلك - وإلى الآن لم ينعكس هذا الأمر على الأفراد بشكل فعلي، إذ أن الفرد لدينا يطلب بوليصة تأمين من اجل أن يكمل معاملاته الحكومية فقط وليس للحماية من الخطر، ولكن ماذا عن الحوادث التي من الممكن أن تصيبك أو تصيب منزلك ’ وهذا ما يجب أن نلتفت له جيداً، إذ أن الأخطار محتمل أن تقع في أي وقت وفي أي مكان ويجب أن نكون مستعدين لها.