الأربعاء، 16 مارس 2016

في الكراهيات المصطنعة ..





يتناول ناذر كاظم في كتابه كراهيات منفلتة موضوع الكراهية باعتبارها أمرً أخلاقي مرتبط بشعور الإنسان ولكن هذا الموضوع تم استغلاله و تحريفه لمآرب أخرى. الجميع منا لديه مشاعر، سواء محبه أو كره ولست اتطرق هنا إلى أسباب المحبة أو الكره و إنما تأثير و تطور.

يبتدئ نادر كاظم بشرح الأزمة التي يواجهها البشر ولا زالوا ييحثون عن حل لها وهي أزمة النوازع العدوانية. استمر البشر في محاولات لإيجاد حلول لهذه النزعات ولكن لازلنا نكتوي بآثارها. الشيوعييون والرأسماليون حاولوا ولكن دون جدوى.

هنالك عدة تفاسير لتطور الكراهيات والنوازع العدوانية بين البشر و أحداها أن هذه الكراهيات تتطورت في العزلة والقصد هنا العزلة الجغرافية. إذ أن هذه العزلة الجغرافية والتقوقع والانكفاء الذي حصل للجماعة وهو أحد الأسباب التي طورت الخطاب و جعلت تداوله أمر مقبولاً.

لنضرب مثالاً :
سابقا كان يتم تداول الخطب و الأحاديث مابين الجماعة المغلقة ضد الآخرين المخالفين/المختلفين الغائبين عن المشهد و "الثابت أن البشر لا يتورعون عن كراهيتهم بفظاظة جارحة في ظل غياب الآخرين المستهدفين بالكراهية". وبالتالي يوجه الخطاب لأفراد الجماعة وبه كم هائل من الكراهية و البغضاء و وهم أفراد الجماعة بأن الآخرين يمثلون الخطر الرئيسي و بالتالي فيجب الحذر منهم، نعم (هم الأعداء) ولا غيرهم ،فلابد من اللعن و التجريح ... إلخ.


عولمة الكراهية ..

لا أستطيع الجزم أن في السابق كان كل ذلك الخطاب يتم في السر وليس في العلن، لكن بات جلياً اليوم مع عولمة الاتصالات تم عولمة الكراهية. "إذا بالكراهية تترك البشر، حواملها التقليدية و البطيئة، وراء ظهورها وتنفصل عنهم وتستقل بذاتها". نعم في السابق لا يتم تناقل الأخبار أو الخطابات إلا عن طريق الحوامل البشرية التي كانت تتنقل وتصل مجهدة من مكان إلى آخر وبالتالي فإن خطب الكراهية تصل منهكة أيضاً وبالاتالي فإن الخطاب

بعد الانفتاح الهائل الذي نعيشه اليوم وتفجر الإنتماءات الطائفية اصبحنا نرى في وسائل التواصل الاجتماعي الكم الهائل من خطاب الكراهية الذي يزداد يوماً بعد يوم من احتلال العراق إلى يومنا هذا ولكن السؤال من ذا الذي يوجه هذا الخطاب؟

لست من مؤيدي نظرية المؤامرة لكن نرى أن النظم السياسية المستبدة في العالم هي المستفيد الأول من هذا الخطاب، إذ أنه ينتج الكراهيات المصطنعة ضد "البرابرة" أو الآخر بحيث لا تتحد الشعوب و تفتح عينيها على فساد و استبداد الأنظمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق